كانت سراجه ورائحة الورد في أيامه ، هي دفء لياليه الباردة ودواء أهاته المتناثرة ، هي حقيبة سفره ومخدته المريحة ،هي بيته الواسع هي روح تعيش لاجله وهدف حياتها سعادته لتحصل على سعادتها .
لكنه دوما كان يحلم باللؤلؤة الكبيرة التي يسمع عنها من الرحالة المسافرين عبر البحار
كان يشرب حلمه كل صباح لتلمع عيناه به حتى يغوص في شوق شارداً عنها ، فتملكه الحلم البعيد وأنتزع إحساسه بها .
فخاطبته وهي تحاول تحقيق حلمه :
أنا قاربك فارتحل على ظهري إليها ، إلى لؤلؤة أحلامك المنشودة فإني أدمن لمعة السعادة في عينيك .
رحل على قاربه الذي كان بالأمس سراجه ورائحة الورد في أيامه حتى وصل إلى جزيرة يقال أن لؤلؤته تسكن فيها
قفز مبتعداً عنها فرحاً مسرعاً ليبحث عن لؤلؤته ونسيها على الشاطيء تتلاطمها الأمواج حتى أخذتها بعيداً عنه ,,,وعن أحلامه .
كان مشغولاً بلمعان الرمال وألوان الأشجار ،بأحجار ملونة تنتشر في كل مكان وحين إحتاج أن يتسلق نخلة ليرى المنظر من الأعلى ...بحث عنها ليتذكر أنه نسيها على الشاطيء لقد تذكرها أخيرا ً تذكر قاربه ...سراجه ورائحة الورد في أيامه .
فهرول إلى الشاطي فلم يجدها فأنطفأت جزيرة أحلامه فقد رحل سراجه.!
فتسمر في مكانه...متجمداً بارداً..
أما هي فقد وصلت إلى منتصف البحر وكانت باكية ودموعها تنزل بغزارة ليس لأنها أضاعت طريقها بل لأنها لم تره سعيداً بنجاحه وهو يقطف أعظم أحلامه .
وعندما كثرت دموعها غرقت إلى أعماق البحر وكلما هبطت إلى الأعماق أطلقت تورا ولمعان !!..وكان يزداد نورها ولمعانها كلما توغلت في ظلمات البحر
وحين وصلت إلى قعر البحر أصبحت لؤلؤة عملاقة أضاءت ظلمات الأعماق ..
وفي كل لحظة كانت تطلق لمعانها كالبرق ليتفجر البحر نجوما تسافر إلى السماء لتضيء ظلاماً أحاط بعينيه ..!
ووحين كان ينظر إلى السماء كان يراها في ضوء النجوم و عندما ينظر إلى البحر كان يراها في كل موجة تحاول أخذه إليها ...