RAYAN
عدد المساهمات : 443 تاريخ الميلاد : 25/04/1990 تاريخ التسجيل : 09/02/2010
| موضوع: حكايات حبوبة الأحد 18 أبريل 2010 - 23:37 | |
| كان عندي حبوبة (عليها رحمة الغفور الرحيم) في سالف الايام تحب تسمع حكايات وروايات وقصص المدن وأحوال العاصمة وأهلها وطريقة عيشهم.. وأكتر حاجة بتعجبها وتخليها تضحك بمتعة.. طلعت الطابق الاول والتاني والتالت ولما وصلت الرابع!! والكلام عن الاشياء الما شافتها مثل الطوابق والعمارات و الكوندشن.. حبوبتي دي طبعا جدنا البطل ود حبوبة يبقى ليها عمها ود عم ابوها وهي من نسل الحلاوين الاشراف.. ربنا يرحمنا بذكراها... فقد كانت تتعمد طوالي تجيب سيرة عمها ود حبوبة على سبيل الفخر والاعتزاز.. قالت ود حبوبة لما جاء عابرا قرب قريتنا فلانة شالت ولدها فلان (الذي اصبح في عهدنا جد) شالتو في صفحتها وجرت بيهو ولاقو ود حبوبة وسلمو عليهو وقال ليهم... وقال ليهم.... القصص الكانت بتحكيها لينا رغم انو اعمارنا في ذاك الوقت لم تتعد مرحلة الطفولة لكن كان لها وقعا واثرا في نفوسنا الى الان..كنا نتعمد جرجرتها لتحكي لنا حكايات الزمن الجميل وزمن العرس بي (تعريفة و شلن) وزمن الحلة كلها ما فيها حوش واحد الزول يقيف في طرف الحلة ويشوف بيت ناس فلان والواحد ينادي يا فلاااااااااان وفلان في الطرف التاني للحلة.. وقصة الراعي الراح منو العتود ولما مشى يفتش لاقى ليهو بنت سارحة بي بهايم ومعذباها عذاب شديد صاحبنا ساعدها لم ليها بهايمها كلها وبعد داك القصة تتسلسل لتصل مرحلة انو يتزوجوا ويتلم الاهل والفرقان والغنا والرقيص لايام كتيرة لحدي ما تم العرس.. كنا نستمتع بحكاياتها وقصصها الجميلة واجمل ما فيها انو كنا نتلم نحن واولاد عماتنا واولاد اعمامنا وكانت اعمارنا متقاربة الى حد بعيد.. حبوبتنا دي كانت تشملنا كلنا (أحفادها) بحنان لو قسم على بني اسرائيل لاصبحوا بسببه احبابنا.. الواحد مننا لم ياخد ليهو علقة كاربة في بيت ابوهو يجري ليها ويلقى عندها كل حنان وتطبطب على كتفه وتمسح دموعه وياخد ليهو نومو طويللللللللة في بيتها ولو ابوهو جا يسوقو تقف سدا منيعا وترفض الا يكمل نومتو..كانت كل مساء تروي لنا حكاياتها.. ليأتي ابناء اعمامنا وعماتنا الكبار ويحكوا لها عن البندر وتتلذذ بسماع تلك الحكاوى... وكانت تنتظر الجنيات (زي ما بتسميهم) لما يجوا من الجامعات ويقولوا ليها ناس الخرطوم المرة بتمشي الشغل والراجل بمش الشغل.. أجي!! والبقعد في البيت منو أكان جاء زول يسلم عليهن يلقى البيت فاضي.. عوجة الدنيا يا يمة والمرة دي الهملة ليها شنو ما تلزم بيتا وكان دايرة تشتغل تعمل ليها قوقاية وتقوقي ليها قطن تعمل ليها لحاف لحافين.. هكذا بكل بساطة الدنيا ترد على أحوال المدن وروايات المدن.. دارت الايام بعد داك دخلنا نحن الجامعة، والعاصمة تطورت نوعا ما وتطورت القصص التي نسمعها لها ونحكيها لها... البت والولد بجو ماشين في الشارع سوا ويقعدو سوا وياكلو الساندويتشات سوا... بري بري يا يمة ديل ما مربيين والساندويش دا شنو؟ احلى من اللقمة بالروب؟ والله يا يمة.... ما أحلى من اللقمة بالروب... وتسألنا عن حاجات مضحكة.. الناس ديل حميرن بيأكلن القش الليلنا دا؟... حمير شنو؟ ديل ما عندهم محل يربطوا فيهو جدادة خليها الحمير.. أجي.. الحوش خاتين فيهو شنو؟.. يا يمة.. حوش شنو ديل ما عندهم حيشان.. يعني بيوتن زي بيوتنا زمان..لتعيدنا الى قصص الحلة زمان كانت بدون حيشان ولكن بيوت صغيرة ما عمارات.. | |
|