الغول قد يأكلنا ! بقلم حفيظ دراجي

ما فعله المنتخب الجزائري بالنساء والرجال والأطفال والشيوخ، وبالبسطاء والوزراء وكل المؤسسات والهيئات لم يفعله أحد ولم يصنعه حدث في تاريخ الجزائر ، حتى صار المنتخب (غولا) نخاف أن تدور الدائرة ويأكلنا بعد المونديال عندما نعود من جنوب إفريقيا و ننزل من فوق السحاب، ونعود إلى واقعنا الكروي والرياضي ، ونجد أنفسنا في شهر سبتمبر أمام بطولة هاوية وواقع رياضي مرير و( سيستام ) قديم وعقيم .

المنتخب لملم شملنا مجددا ووحد بيننا ورفع رؤوسنا ، والشعب الجزائري منح المنتخب والوطن حبه وعشقه وتقديره، وثمن جهده فكانت الخدمة متبادلة ، ولكن التطرف والغلو في العشق حتى الجنون ، والاكتفاء بالتأهل فقط ، واستغلاله سياسيا واجتماعيا قد ينعكس سلبا على كل مناحي الحياة عندنا وتتحول النعمة إلى نقمة، والتفاؤل إلى تشاؤم ، وتكون الصدمة على أبنائنا كبيرة (ويأكلنا الغول)..

ورغم إرادة الدولة على أعلى مستوى في إعادة بعث كرة القدم والرياضة الجزائرية إلا أن المنهج المتبع في التنظيم والتكوين والتسيير هو الذي يعيق كل التحولات ، وهو الذي سيمنعنا من الاستمرار في التكوين وإعادة التأهيل وتحقيق النتائج ، وسنجد أنفسنا بهذا الريتم نلعب في المنتخب بلاعبين من أوروبا وحراس المرمى فقط من الدوري الجزائري ، وستكون بطولتنا أسوأ مما هي عليه اليوم ، وسنجد أنفسنا بعد المونديال كما كنا قبله، وربما في أسوأ حال.

- كرة القدم الجزائرية يجب أن تدخل عالما أخر (الاحتراف) بأفكار وفلسفة ورجال جدد إن اقتضى الأمر، وبإمكانيات أكبر تتوفر عليها بلادنا ولا نبخل بها على أبنائنا . والاحتراف هو منهج وأسلوب عمل وتفكير وثقافة يلتزم بها الجميع في كل المواقع .

- جماهير الكرة عندنا يجب أن تعي بأن كرة القدم لم تعد لعبة ، وليست فوز فقط أو خسارة ، وليست مشاركة في المونديال أوتتويج بالكأس، بل هي فرجة ومتعة وثقافة ، وجهد وعطاء وبذل ، وصبر على الصعاب والمحن .

- الرياضة الجزائرية يجب أن تستفيد هي أيضا من هذه النقلة وهذا الوعي بأهمية الممارسة في حياة الشعوب وتنعكس هذه الروح على كل الرياضات وفي كل الأوقات والمناسبات، وتستفيد من الإمكانيات التي تتوفر عليه بلادنا .

- الجزائريون كل في موقعه يجب أن ينعكس على حياتهم هذا التألق الكروي ويدركوا حجم قدراتهم وإمكانياتهم في تحقيق المعجزات، وبأن حب الوطن من أبرز وأهم عوامل النجاح ، ولكنه لا يكفي لوحده ..

- الاستثمار الأمثل اجتماعيا وتربويا يبدأ من الذات إلى الأسرة ثم المدرسة و الشارع والنادي والمؤسسة لتنتشر ثقافة الجهد والعمل والنجاح بين كل الأوساط وفي كل المجالات حتى لا تبقى الجزائر مرادفة لغول اسمه منتخب كرة القدم فقط ..

- تثمين الجهد والتفوق لايجب أن يقتصر على المنتخب من الجانب المادي ، بل يتعداه إلى كل الجوانب المعنوية والروحية في كل المجالات حتى لايصيب الإحباط كل المتفوقين والمتألقين في ميادين أخرى ، ولا يعتقد أبناؤنا بأن كرة القدم هي المجال الوحيد للتفوق ..

- الدولة من خلال مؤسساتها مسئولياتها أكبر وأضخم بالاستثمار فورا في هذه الروح السائدة، وهذا التجاوب الجماهيري داخل وخارج الوطن لكل أبناء الجزائر من أجل رسم معالم المشروع الرياضي المحترف الذي نريده متجانسا مع مقوماتنا وقدرات شبابنا ، ومشابه لما يحدث في العالم المتقدم ..

- في المونديال سنتألق دون أدنى شك لكنها لا يجب أن تكون نهاية المطاف ، بل بداية لمسيرة وتحديات أخرى لجيل يحتاج إلى نظام وتنظيم وسيستام حديث ، ويحتاج رجال ومسيرين ومكونين جدد ، وموارد ومرافق حديثة تسير بميكانيزمات مختلفة .

المنتخب الغول إذا لم نروضه سيأكلنا كلنا، وقبل ذلك هو يخيفنا اليوم في ظل غياب بوادر التغير .

http://www.kooora.com/default.aspx?showarticle=65668

نننننننحححححححبببببببككك

» موعدكم مع موضوع ساخن يهم الجزائر في برنامج بكل روح رياضية مع دراجي