تائبة لله نائب المدير العام
عدد المساهمات : 923 تاريخ الميلاد : 05/08/1992 تاريخ التسجيل : 26/03/2010
| موضوع: .رسائل عطــــــــــــرها رماد الثلاثاء 10 مايو 2011 - 14:22 | |
| [size=16][size=21]كثيرة هي الأوقات التي أتعطش فيها لصوت [/size][/size] [size=16] [size=21]يدمدم جرح بداخلي ينزف ولكن لا أحد سواك يا ورق يعطيني حرية وشم جسده بـِ ندبات يرشقها الوقت و يرحل . لا أعلم ما هي عقدة الوقت معي ؟! حين أنتظر الأشياء لا تأتي في وقتها وحين أمقتها تأتي في وقتها , كأن الوقت يحرضها على عصياني , نسياني . لا أعلم قد أكون أنا لعنة على الوقت , كما تقول أمي : "أنت لا تأتي إلا في الوقت الضائع" , بالمناسبة : من الضائع أنا أم الوقت ؟! [/size] [/size] [size=16][size=21] [/size][/size] [size=16] [size=21]بائع الورد لم يعد موجودا في زماننا هذا , ففي زماني كثروا باعة الشوك فهم يغرسونها في أقدام المارة بمحض غفلة . فانتعلوا الطرقات حتى لا تشج أقدامكم
[/size] [size=21]و أن مجرد الحديث عن هذه المعضلة يجعل [/size]
[size=21]نبضاتها الصغيرات يركضن دون هوادة بعكس اتجاه الريح . و كنت أخبرها أني أنا الأخر أخشى (وأد الأمنيات) و أن الأمنيات هن بناتي اللاتي لم أمنحنهن اسمي . فكانت تربت على كتفي و تمضي بنصف ابتسامة خاوية الملامح
كانت تعشق البلل و تثب طويلا تحت المطر ثم تركض وتقف أمامي فجأة و تحضنني دون أن تنبس بكلمة . كانت امرأة غريبة الأطوار , أرغمتني على عادة التجسس البغيض أراقب تحركاتها أثناء نومها كانت كثيرة التقلب أثناء النوم و كأنها تصارع الموت ولكن (سر البلل) بات يعشش في ذاكرتي و ظل يشلني عن المضي في نسيانه , حتى وجدتها تكتب سراً : "أعشق البلل لأنه لا يجعلني أحتاج الدموع فإني أخشى الجفاف " أكانت تبكي بعين السماء !
اللحظات الثمينة نخبئها في ذاكرتنا خشية أن يبيعها النسيان بِـ أبخس الأثمان , فالحزن يا صديقي كافر يزرع الجوع بذاكرتي
حتى أجتر كل قطعة وجع و أتقيئها .. انتبذ عن الضجيج و أغرس رأسي بكومة تراب أريد أن أسمع أصوات الأموات و شهقاتهم ! أهي المقابر موحشة كغرفتي أم أشد وحشة ! يقولون : أن المقابر تتضور جوعاَ , أحين نموت عظامنا ستلتهمها الأرض و تلعق أجسادنا ! أحضروا لي ميتاً يخبرني كم هو الموت موحش ! أرجوكم لا تقولوا كما قال صديقي: "دعكم من هذا المجنون" . لـِ حبيبتي قلب كالسكر يذوب في المطر, حين تمشي ترقص الزهور تحت قدميها و ينمو الفرح في أوردة الأرض و تعشوشب الأرصفة و يتعرى الشجر من أوراقه و يصبح الكون خريفاً كعينيها .. و حين تنام تتشرب الطرقات الهدوء و تنطفئ المنارات و ينتحر الضجيج على شفتيها .
و يقبل القمر جبينها و يحصي أنفاسها حتى تستيقظ لِـ يستيقظ الصباح و يتنفسها . الثقة كنز ثمين بالنسبة لي دفنته في بعضهم ولكنهم اختلسوه و هربوا ـ غير مأسوف عليهم ـ أصبحت فقير جداً في تعاملي مع الآخرين , أعاملهم بحذر فلا شيء لدي لأمنحهم إياه فما عدت أملك وجها يحتمل صفعات الخيبة . فلم أبرئ بعد من تلك الثغرات التي أحدثتها أصابعهم الكثيرة في وجهي.. شعر الشمس الذهبي أشعثاً هذا الصباح لم يمشط الدفء خصلاتها , كل شيء يبدوا جامداً شعر الشمس الذهبي أشعثاً هذا الصباح لم يمشط الدفء خصلاتها , كل شيء يبدوا جامداً حتى فنجان قهوتي تجمد قبل أن يذوب دفئا بين شفتيها المكتنزتين . كانت تحدثني طويلاً عن رحلة النور في أوردة الحياة و تهمس لي : "إني أخاف من الظلام" . ، تروي لي أن هناك عجوزا شمطاء تطاردها بعصا سحرية , كانت بريئة جداً حتى بحكاياتها الخرافية . لكنها تلاشت مع الضباب و أصبحتُ بذعر أتلمسها مع حبيبات الرمل الناعمة , أشتم رائحتها في أصابع الحطب المحترقة , أراها على سطح قهوتي تطفو . أتراني أتوهم!؟ قال لي أحدهم "إن شفاء الأحلام لا يكون إلا بتحققها أو موتها" ولكن أحلامي الصغيرة لا تتحقق و لا تموت ! حاولت شنقها , دهسها , قتلها , ولكنها كانت تتشبث بالحياة تستقي العناد من شخصيتي و تنسج من النور شفاهاً لتتنفس بها . هناك عادة بغيضة أدمنتها حتى باتت جزءاً من شخصيتي الرعناء (كثرة التساؤل) : لما المطر و الماء و كل شيء طاهر لا لون له !؟ لما الهواء و حضن أمي وكل شيء ثمين لا رائحة له ! ؟ لما الأشياء التي لا صوت لها لا نحس بسقوطها إلا بعد فوات الأوان ؟ تتقافز أسئلتي بحثا عن إجابة تروضها . و الأرق يطارد النوم في ساحات عيوني حتى يقصيه . الأمنيات الصغيرة التي لا تنمو كيف تتنفس وكل شيء يخنقها ؟ كل فجر أستيقظ خلسة أنثر أحلامي بوجه السماء و أغمض عيني : و أتمنى أمنيات كثيرة كثيرة بعدد الرمل و كأني حين أتفوه بها أحكم عليها بالإعدام , لكني الآن أيقنت أن الأمنيات لا وطن لها يجب أن تبقى مشردة و تبات على الأرصفة حتى لا نصاب أجسادنا لتذبل بخيبة ظلام تقطن .! غارقة آمالنا بضجيج حزننا البغيض من ينقذها حين تكون أيدينا مصفدة , كيف تتنفس تحت سطح الظلام ؟ ومن سيعد لها حرية الحياة بحياة ! قالت لي: بعض الأصابع تكسر الزجاج لتتلذذ بانكساب الدماء والتمرغ بها .. قلت لها: شذرات الدم الحمراء تغري على الإسهاب في الوجع والحنين .. قالت: أكرهك يا سادي الوجع ومضت .. يالها من متمردة !
[/size][/size] | |
|