الشجرة الطيبة

قال تعالي : (
ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في
السماء * تؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم
يتذكرون ) .
أورد الله عز وجل مثلاً عظيماً , وهو كلمة الحق الطيبة , وهي (( لا إله
إلا الله محمد رسول الله )) مثل الشجرة الطيبة الحسنة , ذات الأصل الثابت
المتمكن , فجذورها ثابتة في الأرض وأغصانها مرتفعة إلي السماء , كذلك كلمة
التوحيد ثابتة في قلب المؤمن , صاعدة بعمله الصالح ألي السماء .
والمراد بالشجرة الطيبة هنا النخلة , فقد قال النبي صلي الله عليه وسلم
لاصحابه ذات يوم : (( أخبروني عن شجرة تشبه المسلم , لايتحات ( يسقط )
ورقها صيفاً ولا شتاءً , وتؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها )) . فلم يذكرها
أحدُ من الصحابة رضوان الله عليهم , فقال صلي الله عليه وسلم : (( هي
النخلة )) .
والنخيل من النباتات الخشبية المعمرة , منه مايزرع للثمار ومنه مايزرع
للزينة , ويعتقد العلماء أن نشأة النخيل كانت في شبه الجزيرة العربية
ومنها انتشر في المناطق الصحراوية المعتدلة الدافئة والاستوائية .
وتتكون النخلة من : الجذر وهو أصل النخلة وقاعدتها , والجذع وهو الساق ,
والرأس وهي قمة الساق وتتكون من : سعف وليف . وتتكون كل سعفة من :
الكرنافة وهي قاعدة السعفة , والحريدة والأشواك وتعرف بالسٌلٌ , والخوص ,
والجمارة . والعرجون , والتمر وهو الثمرة .
وللتمر فوائد صحية كثيرة لذلك يحلل به الصائم صومه منها : يقوي البدن
والعضلات والأعصاب , ويؤخر مظاهر الشيخوخة ويعالج خشونة الحلق , ويؤدي
أكله علي الريق إلي قتل الدود في الأمعاء ويقوي الجهاز الهضمي ومفيد كذلك
للمرأة الحامل , قال تعالي في سورة مريم : ( وهُزِي إليك بِجِذع النخلةِ
تُسقط عليك رطباً جنياٍ ) .