ماذا قال الاسلام عن الحب؟, الاسلام والحب ؟
لا يطارد الإسلام المحبين ولا يطارد بواعث الحب والغرام، ولا يجفف منابعالود والاشتياق، ولكن يهذب الشيء المباح حتى لا يفلت الزمام، ويقع المرءفي الحرام والهلاك، وليس هناك مكان للحب في الإسلام إلا في واحة الزوجية.
والحب في الإسلام يختلف عن أي حب، فهو حب يتسم بالإيجابية ويتحلىبالالتزام. ليس شرطًا أن تحب المظهر الجميل، ولكن من المحتم أن تحب الروحالأخاذة، والذات الرائعة الخلابة.هناك من الأزواج من لديه زوجة مليحة،جميلة وضيئة، ولكنها خاوية المشاعر، جامدة العواطف، غليظة الكلام، عصبيةبغيضة لا تفهم شيئًا من لغة القلوب، ولا تفقه أمرًا من عالم الوجدان.
ـ إن كثيرًا من الملتزمين يرون في الحب منقصة ومذمة، ويرون فيه ضعة ومذلة،وهذا خطأ جسيم، وفهم خاطئ. فتراه لا يتودد إلى زوجته، ولا يعرف للغزلسبيلاً، ولا للمداعبة طريقًا.ولو نظر إلى حياة الرسول صلى الله عليه وسلمورأى حبه الشديد لعائشة، وكيف كان يداعبها ويلاطفها لعلم كيف يكون الحببين الأزواج من شيم الكمال وليس من صفات النقص.
لقد كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحث بعض صحابته على الزواج بالأبكار، منأجل المداعبة والملاعبة والملاطفة، وقد كان في ذلك صريحًا وواضحًاكذلك.وهنا يبرز سؤال مهم وهو لماذا يكون الشغف والوله عند العصاة، ولايكون عند الطائعين في الحلال؟ وقد ذكر القرآن شغف امرأة العزيز {قَدْشَغَفَهَا حُبّاً} [سورة يوسف/30].ولكن يوسف ـ عليه السلام ـ أبى طريقالعصاة. ونحن أولى بهذا الشغف الذي يملأ القلوب مادام أنه في الحلال،فالحب يعطي الحياة الزوجية طعمًا آخر، لا يتذوقه إلا المخلصون الأوفياء